کد مطلب:323813 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:344

تعدد زوجات البهاء و تناقض الدعایة
ان المازندرانی علی ما هو معروف عنه لم یعمل بهذا الشعار الذی یرفعه البهائیون و یجعلونه دلیلا علی أن مذهبهم یوافق متطلبات العصر الحاضر و روحه لأنه هو نفسه تزوج بثلاث نساء «نوابة خانم» ام العباس أفندی، و «مهد علیا» ام المرزة محمد علی و «كوهر خانم» أم فروغیة خانم، فهذا هو الكذاب الذی یدعی أتباعه: «ان احد الأنظمة الاجتماعیة التی جعل بهاء الله لها أهمیة عظیمة هی مساواة النساء بالرجال».

فهذه هی مساواته بالنساء یتزوج بثلاثة مع أن صاحبته القدیمة قرةالعین افتت بخلاف ذلك بل و بالعكس كما أمر.

ان البهائیین منافقون أیضا فی دعواهم المساواة بین النساء و الرجال لأن حسین علی لم یجعلها متساویة مع الرجال فی كثیر من الأحوال بل فرق بینهم و بینهن و أحط مرتبتهن و مقامهن و هذا أكبر دلیل علی أن البهائیة لیست بدین الهی سماوی بل انها مختلفة مزورة مصنوعة لرغبات الناس و شهواتهم و لدعوة الناس الی عبودیة الناس و كسب المنافع و المفاداة الدنیویة الدنیئة لأن الدین الالهی لا تتضارب فیه الأقوال و لا تتناقض فیه الآراء. و لا یكون فیه شی ء للدعایة و شی ء للعلم، و لأجل ذلك جعل أكبر دلیل علی أن الشریعة الاسلامیة شریعة سماویة حقة انها لا یوجد فیها الاختلاف و تضارب الأقوال و لقد قیل فی دستورها «و لو كان من عند غیر الله لوجدوا فیه اختلافا كثیرا» [1] و صدق الله عزوجل و هو اصدق القائلین [2] .

و أما البهائیة فبعكس ذلك كما رأیناها، و فی هذه الفكرة الدعائیة الكبیرة التی تبنتها لارضاء الاستعماریین المنحلین، و للأقوام و الملل التی تسلطت علیها
المرأة و سیطرت، كی تظهر بأن الدیانة البهائیة دیانة التقدم و دین الحضارة - حسب زعمهم و كما تصورها الدعایة الصهیونیة اضطرت نفسها ان تفرق فی كثیر من الأحكام بین الرجال و النساء اعترافا بأن الدین الاسلامی هو الدین الصحیح الفطری مهما ینكره المنكرون و یعرض عنه المعرضون. فهذا هو حسین علی البهاء یقول فی أقدسه الذی یظنه ناسخا لآخر الكتب السماویة المنزلة من عند الله لهدایة الناس الی سواء السبیل، یقول فیه مفرقا بین الرجال و النساء مقرا بأن المرأة لا تساوی الرجل: «و قد كتب الله علیكم النكاح ایاكم و ان تتجاوزوا عن الاثنتین» [3] و فوق ذلك و لتكن الاذن صاغیة - یقول ذلك الداعی الی الفحش: «و من اتخذ بكرا لخدمته لا بأس علیه كذلك الأمر من قلم الوحی بالحق مرقوما» [4] ذلك ظاهرهم و هذا هو باطنهم، «فماذا بعد الحق الا الضلال فأنی تصرفون» [5] .

و یقول فی مقام آخر و فی الأقدس ایضا معطیا للرجال ما لم یعطه للمرأة نصیبا من الأرث: «جعلنا الدار المسكونة و الألبسة المخصوصة للذریة من الذكران دون الاناث و الوارث انه لهو المعطی الفیاض» [6] .

و لقائل أن یقول أن المعطی الفیاض لم حرم الاناث من الدار و الألبسة مع مساواتهم بالذكران.

هل غلب علی اله البهائیة الرجولة ههنا حتی انحاز الی الذكور دون الأناث أم ماذا حدث؟

و أین ذهبت التسویة بینهم و بینهن؟ لابد للكذب أن یظهر و یبین و لو كان مخفیا فی ألف غطاء..
و یقول المازندرانی نفسه: «قد عفا الله عن النساء حینما یجدن الدم الصوم و الصلاة» [7] .

و لم هذا مع مساواتهم بالرجال؟

و أیضا: «قد حكم الله لمن استطاع حج البیت - أی بیت الشیرازی و المازندرانی - دون النساء عفا الله عنهن رحمة من عنده أنه لهو المعطی الوهاب».

فالمعطی الوهاب لم عفا عنهن الحج و لم یعف عن الرجال، فماذا جریمتهم؟

ثم و لم لم یساو بینهم و بینهن فی وصایة الأمر لا هو و لا ابنه؟ فالمازندرانی مع وجود بناته لم یعهد الیهن الأمر بل عهد الی العباس أولا و الی المرزه محمد علی ثانیا كما یقول فی وصیته الأخیرة: «ان وصیة الله هی أن یتوجه عموم الأغصان و الأفنان و المنتسبون الی الغصن الأعظم (عباس أفندی).. قد قدر الله مقام الغصن الأكبر (المرزة محمد علی) بعد مقامه أنه هو الآمر الحكیم، قد اصطفینا الأكبر بعد الأعظم أمرا من لدن علیم خبیر» [8] .

و عباس علی شاكلته لم یختر ابنته و لا اخوانه لولایة الأمر كما لم یبال بوصیة أبیه فی جعل الخلافة فی أخیه محمد علی بل وصی لحفیده (شوقی أفندی) «یا احباء عبدالبهاء الأوفیاء یجب أن تحافظوا كل المحافظة علی فرع الشجرتین (الخبیثتین) المباركتین، و ثمرة السدرتین (الشیطانیتین) الرحمانیتین شوقی أفندی... اذ أنه ولی أمر الله بعد عبد البهاء، و یجب علی الأفنان و الأیادی و الأحباء طاعته و التوجه الیه، و من بعده بكرا بعد بكر» [9] .
و لم حرمت النساء من الولایة مع ادعاء مساواتهن بالرجال من الههم و نبییهم، ثم و لم القید من بعد «بكرا بعد بكر» و لم لم تن باكرة بعد باكرة؟

و هل من مجیب؟

و عضویة بیت العدل هكذا، فالمعروف أن تلك الهیئة هی أهم الهیات البهائیة بل هی المسیطرة علی جمیع شؤونها، و بها تنفیذ الشریعة و الیها ترجع الأمور و لكن اشترط فی عضویتها الرجولة و لم یترك كرسی من كراسیها التسعة للامرأة و لقد عنون الخاوری فی كتابه «الحدود و الأحكام» فصلا بعنوان أعضاء بیت العدل الأعظم و لا یكونون الا من الرجال ثم أورد تحته أقوالا لحسین علی و ابنه مثل قوله فی الأقدس: «یا رجال العدل كونوا رعاة أغنام الله فی مملكته» [10] ،.. و «نوصی رجال - البیت العدل - بالعدل الخاص» [11] و «ینبغی لرجال العدل الالهی ان ینظروا فیما نزل من أفق السماء الأعلی لاصلاح الفساد لیلا و نهارا» [12] و قال ابنه عباس: «امناء البیت العدل رجال ینتخبون بالنظم الكامل من قبل الملة» [13] فلم الرجال دون النساء؟!

هل من مفكر یفكر و هل من مدبر یتدبر أم علی قلوب أقفالها؟

فهذه هی التعالیم الخمسة البهائیة جعلوها دعایة كبیرة لاظهار و اعلان أن دیانتهم هی الدیانة الوحیدة التی تتمیز عن الأدیان و المذاهب الأخری حیث التقدم و الرقی و كونها مناسبة لمتطلبات العصر الحاضر، و هذه هی حقیقتها الأصلیة كما بیناها و أزلنا النقاب عنها و حللناها تحلیلا منطقیا واقعیا علمیا و لعلها یتذكر بها من أراد أن یتذكر و یعرفها من أراد أن یعرف و الله الهادی الی سبیل الرشاد.
ذلك اذن هو التخبط و التطرف و الاضطراب، تجسده البهائیة فی نظرتها للمرأة بصفة خاصة، و هی نظرة لا تنفصل عن رأیها فی الانسان و فطرته و استعداداته، و كانت هذه النظرة المتخبطة للمرأة طبیعیة و منتظرة من «دعایة» تقدم علی تلك النظرة الخاطئة للانسان، بل و علی الجهل المطبق بحقیقة الانسان. «فما لم تصح النظرة الی الانسان ذاته، و حقیقة فطرته و استعداداته، و غایة وجوده و حدود سلطاته، فلا مقر من التخبط و الا رجحه فی كل ارتباط. الأخری.. و بخاصة ارتباكاته الاقتصادیة و الاجتمایة.. فهذه فرع عن تلك و أثر من آثارها» [14] .

و نختتم هذا الفصل یقول الاستاذ صالح عبدالله كامل فی الرد علی البهائیین: «أما مساواة الرجل بالمرأة فالله سبحانه و تعالی وضح مكان كل منهم و ما مساواتكم الا فی السفور و المفاسد حتی مساواتكم فی المیراث لم تتم فیها أنتم تجعلون البیت و الحلل من نصیب الاین الأكبر وها أنتم تجعلون نصیب الأب من المیراث أكبر من نصیب الأم فأین المساواة؟ هو فی خطبة قرةالعین و نورها بل كما وردت فی كتبكم».

[1] سورة النساء، الآية 82.

[2] الباب السابع من الواحد السادس من «البيان العربي».

[3] «الاقدس» للمازندراني.

[4] المصدر نفسه.

[5] سورة يونس، الآية 32.

[6] «الاقدس» للمازندراني.

[7] الأقدس للمازندراني.

[8] كتاب عهدي لحسين علي نقلا عن «البابيون و البهائيون» للحسني، ص 44، 43.

[9] «وصايا عبدالبهاء عباس»، ص 11.

[10] «الاقدس» للمازندراني الفقرة 123.

[11] الأقدس، الفقرة 122.

[12] «اشرافات» للمازندراني.

[13] مجموعه حدود و أحكام للخاوري البهائي ص 219.

[14] سيد قطب: السابق.